Anna Lindh Foundation

#Stories in Motion

في مدينة الإسكندرية المزدحمة بمصر، يعيش مخرج مسرحي شغوف يدعى عمر وكان مقتنعا شديد الاقتناع بفكرة أن الفن يمكن أن يكون أحد الأدوات القوية للحوار بين الثقافات. من خلال ورشات العمل المسرحية التفاعلية، أمضى سنوات في مصر مستخدما الأداء المسرحي لكسر الحواجز وتعزيز التفاهم والحث على التعاطف عبر المجتمعات المتنوعة. ومع ذلك، وعلى الرغم من نجاحه في وطنه الأم، كان عمر يرغب في مشاركة أعماله مع جماهير جديدة والتعاون مع الثقافات الأخرى بطرق هادفة.

وعلى الضفة الأخرى من البحر، في بلدة بتوي القديمة في سلوفينيا، كانت احدى منظمات المجتمع المدني تحلم حلما مماثلا. كان مسرح المدينة الصغيرة مركزا ثقافيا نابضا بالحياة، لكن المنظمة كانت تعلم أن فنانيها يحققون أعظم استفادة عند التعرف على أفكار جديدة وممارسات مبتكرة. أرادوا التواصل مع فنان يجسد عمله الفني روح الحوار بين الثقافات، شخص يمكنه إثراؤهم بنظرة جديدة ويدعم فهم مجتمعهم للتنوع.في أحد الأيام، تعرف أعضاء هذه المنظمة صدفة على فرص التنقل التي تتيحها مؤسسة آنا ليند. تواصل أعضاء المنظمة مع منظمة مجتمع مدني شريكة في مصر، وسرعان ما بدأت فكرة جلب عمر إلى سلوفينيا تتبلور.

في أحد الأيام، تعرف أعضاء هذه المنظمة صدفة على فرص التنقل التي تتيحها مؤسسة آنا ليند. تواصل أعضاء المنظمة مع منظمة مجتمع مدني شريكة في مصر، وسرعان ما بدأت فكرة جلب عمر إلى سلوفينيا تتبلور. تم قبول الاقتراح، وسرعان ما وجد عمر نفسه واقفا على خشبة المسرح في بتوي، على بعد آلاف الأميال من وطنه الأم ولكنه على اتصال دائم به بلغة الفن العالمية. بالنسبة للفنانين السلوفينيين، كانت ورشات العمل التي ينشطها عمر أكثر من مجرد فرصة لتعلم تقنيات جديدة – لقد كانت دعوة لرؤية العالم من خلال عدسة مختلفة. و مع بعضهم البعض تمكنوا من استكشاف كيف يمكن للفن أن يكون جسرا بين الثقافات، وخلق تجارب مشتركة وإثارة نقاشات حول الهوية والتراث والوحدة. بالنسبة لعمر، كان لهذا اللقاء أثرا تحويليا مماثلا. في سلوفينيا، لم يكتشف فقط دفء وانفتاح مجتمع فني جديد، ولكن أيضا إلهاما جديدا لمواصلة توسيع أفقه الفني. لم يفتح هذا التعاون أبوابا جديدة فقط، بل عمق أيضا إيمانه بأن الفن يمكن أن يتجاوز الحدود وأنه من خلال التعبير الإبداعي، يمكن للناس من خلفيات مختلفة أن يتحدوا برباط متين ودائم. تبرز هذه القصة أن التآزر بين المنظمات لا يعني فقط مجرد التنسيق بينها، بل يعني كل الأشياء المدهشة التي تحدث عندما يتعاون الناس من مختلف أنحاء العالم لتحقيق هدف مشترك. في هذه الحالة، كان الفن هو الأداة التي جمعت الناس من أماكن شتى، ونتج عن ذلك تفاهمات جديدة وعلاقات قوية. أثبت التبادل بين مصر وسلوفينيا أن التعاون عبر الحدود يمكن أن يبني مجتمعات أكثر شمولا ورعاية ويحدث تغييرا دائما.

مصر وسلوفينيا

مد الجسور بين الثقافات من خلال الفن

وفي الدار البيضاء، المغرب، يجتهد أحد المراكز الفنية التي تتخذ من الابتكار شعارا لخلق فرص للاندماج الاجتماعي، على الرغم من محدودية الموارد. يؤمن الأعضاء بقدرة الفن القوية على جمع الناس وهم حريصون على خلق شراكات يمكن أن تساعدهم في بناء الجسور الفنية ودعم نمو مجتمعهم.

وفي الوقت نفسه، على الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط في باري، إيطاليا، يركز مركز فني آخر على نشر وتشجيع فن الرقص، ليس فقط في إيطاليا ولكن أيضا على الصعيد الدولي. لقد قدموا عروضا في جميع أنحاء أوروبا ويتطلعون الآن إلى التواصل مع الأصوات الفنية من جنوب البحر الأبيض المتوسط لإثراء عملهم برؤى فنية جديدة.

في أحد الأيام، وبينما كان أعضاء المركز المغربي يبحثون عن فرص جديدة على الإنترنت، عثروا على ما يحتاجونه بالضبط: إنه برنامج تنقل يدعم التعاون بين منظمات المجتمع المدني في المنطقة الأورومتوسطية. وبحماس شديد لهذه الفرصة، تقدموا باقتراح مشروع شراكة ملهم مع مركز الفنون في باري.
سرعان ما تحول حلمهم إلى حقيقة. ووقع تنظيم إقامة فنية في باري، مع التركيز بشكل خاص على زيادة الوعي بالمساواة بين النوعين الاجتماعيين. ضم المشروع المنظمات التي تعمل على دعم النساء اللواتي تعرضن للعنف والاتجار بالبشر، باستخدام الفن لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية الهامة.
أثبت هذا التبادل أنه عندما تتعاون المنظمات عبر الحدود، يمكنها إحداث تغيير قوي، باستخدام الإبداع لتشجيع التفاهم والدعم للمجتمعات الضعيفة.

المغرب وإيطاليا

إحداث التغيير من خلال الفن

في مدينة إسبو النابضة بالحياة في فنلندا، توجد منظمة تعمل على دمج العرب في المجتمع الفنلندي وتتعاون مع الحكومة لمكافحة العنف المنزلي داخل المجتمع العربي المحلي. وبغية التعمق في موضوع المساواة بين الأنواع الاجتماعية داخل ثقافات أخرى، أرادوا الاستفادة من خبرة مجموعات المجتمع المدني في البلدان العربية التي تتصدى للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وفي الجيزة، مصر، تسعى منظمة غير حكومية لتطوير المجتمع من خلال التوعية وإقامة الشراكات و مناصرة حقوق المرأة والشباب. وإدراكا منها أن تجربتها يمكن أن تساعد في معالجة قضايا مماثلة في مجتمعات الشتات العربي، عثرت هذه المنظمة غير الحكومية على فرصة للتعاون من خلال شبكة مؤسسة آنا ليند، تواصلت المنظمة الفنلندية مع المنظمة غير الحكومية المصرية، وقدموا معا اقتراحا لتبادل الخبرات حول مكافحة العنف الأسري. بعد الاختيار، اجتمعت المجموعتان في الجيزة، و تبادلتا الاستراتيجيات والمعرفة لتعزيز جهودهما في منع العنف وتعزيز المساواة بين الجنسين

فنلندا ومصر

تعزيز الشراكات من أجل المساواة

في رام الله، فلسطين، استضاف مركز محلي للفنون البصرية إقامات فنية متعددة الثقافات، جمعت بين طلاب الفن الفلسطينيين ونظرائهم الأورومتوسطيين. وفي الوقت نفسه، كان طلاب من أحد مدارس الفنون البصرية الشهيرة في بروكسل، بلجيكا يستعدون للسفر إلى رام الله للانغماس في الفن الفلسطيني وطرق التدريس والتعبير الإبداعي.

بفضل شراكة طويلة الأمد بين المؤسستين من خلال مؤسسة آنا ليند في حركة دؤوبة، عقد فنانون أوروبيون وفلسطينيون مشروع تعاون. مع بعضهم البعض، قاموا بإبداع لوحات وإنشاءات من خلال ورش عمل مشتركة، وتعزيز التفاهم المشترك والتبادل الثقافي معتمدين في ذلك على قوة الفن.

فلسطين وبلجيكا

الإبداع عبر الحدود