Anna Lindh Foundation

ما هو الحوار؟

نلتقي كل يوم بأشخاص مختلفين عنا. في بعض الأحيان يكون الاختلاف خارجيا، مثل لون البشرة والجنس والملابس. وأحيانا أخرى تكون الاختلافات أكثر تعقيدا وغير مرئية، مثل القيم والمعتقدات نظرتنا إلى العالم. هذا التنوع يجعل عالمنا مكانا أكثر ثراء وتنوعا. ومع ذلك، فقد تتسبب هذه الاختلافات في سوء فهم واختلاف في الرأي، خاصة عندما تتعارض آراء شخص ما مع آرائنا.
تخيلوا أنكم تقفون في مكانكم الخاص، محاطين بالآخرين الذين يقفون أيضا في مكانهم الخاص. كل شخص لديه خلفيته وخبراته ووجهات نظره الفريدة. ومن الصعب فهم وجهات نظرهم فهما كاملا من المكان الذي تقفون فيه، كما لا يمكنهم أيضا فهم وجهات نظركم بالكامل. الآن، تخيلوا اتخاذ خطوة إلى الأمام وبدء محادثة. تبدأون في سماع قصصهم، وفهم وجهات نظرهم، فتصبح، تدريجيا، هذه النقاط متصلة، مما يخلق جسرا من التفاهم لم يكن موجودا من قبل.

الحوار هو عدسة المراقبة لهذا من حيث أنه يوفر طبقة جديدة من التفاعل، ويتيح لكم استكشاف ما لا تعرفونه
الحوار هو إعطاء مساحة للاستماع للآخر وجعل الآخر يستمع إليكم. الحوار هو السماح لأنفسكم بخلق مساحة من التفاهم المتبادل ومساحة لبناء الفضول. الحوار هو السماح لآذانكم باستيعاب المعلومات عن الآخر.
قد تبدو محاولة فهمكم للآخر وفهم الآخر لكم مربكة، مما يؤدي إلى الإفراط في التبسيط والصور النمطية التي تغذي خطاب الكراهية، بل وحتى العنف، ومن هنا تأتي أهمية الحوار.

لماذا يعتبر الحوار مهما؟

غالبا ما نتجاهل الفحوى الحقيقي للحوار ومدى تأثيره على الناس، لكن ما لا يمكننا التغاضي عنه هو تخيل عالم بلا حوار. إن الهدف من الحوار ليس فقط المحادثة، بل هو كسر الحواجز وتعزيز التفاهم لخلق عالم أكثر شمولا:
إذا كنتم تتساءلون عن أهمية الحوار وتأثيره على الناس، فكروا في هذه الحقائق القاسية، و التي تتجسد في الانقسامات والتمييز والإقصاء التي تظهر في غياب الحوار

Sources: UN Sustainable Development Goals Report 2023, Eurostat, International Labour Organization (ILO), UNESCO, Ipsos.

لماذا التمييز؟

في الصغر، عادة ما كان يطلب منا ألا نتحدث إلى الغرباء، وألا نتوقف أبدا إذا طلبوا منا أن نفعل، وألا نستمع إلى ما يقولونه، وعادة ما كان يطلب منا أن ننظر إلى الغرباء على أنهم خطرون. ثم نكبر، ولا نتحرر من العناصر المحدودة التي تؤطر عقولنا والتي تقضي على فضولنا للقاء ومعرفة شخص آخر. نحن نكبر، ونرى معلومات مضللة في كل مكان حولنا، ونرى الصور النمطية عن بلد معين، وشعب، ومجموعات عرقية معينة، ونتصرف على أساسها.
علينا أن نتحرر من كل تلك العناصر لكي نسمح لأنفسنا باستيعاب جميع القيم التي يجلبها الحوار.

الحوار هو

لماذا تقف مؤسسة آنا ليند هذا الموقف؟

في مؤسسة آنا ليند، نؤمن بالقوة التحويلية للحوار. نجمع بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والحكومات وصناع التغيير من جميع أنحاء المنطقة الأورومتوسطية. من خلال برامجنا ومبادراتنا المتنوعة، نخلق مساحات للأشخاص للالتقاء والتعلم والتعاون في الموضوعات الرئيسية ذات الصلة. ومن خلال تبادل المعرفة والخبرات، نبني روابط هادفة تحول الحوار إلى عمل، وتخلق تأثيرا مضاعفا يمكَّن الأفراد والمجتمعات، وتنشر التغيير الإيجابي في جميع أنحاء المنطقة.

كيف نبدأ الحوار؟ الحوار 101؟

غالبا ما يطلب منا بدء الحوار وإجراء حوار مع شخص لا نعرفه، ونحن ببساطة لا نستطيع ذلك. إليكم كيفية بدء الحوار:
اعتمدوا على فضولكم وإسكات الرغبة في التزام الصمت.
قولوا: مرحبا، اسمي فلان، أعمل في مجال كذا، ماذا عنك؟
أو
قولوا: مرحبا، سمعت / قرأت أن ……..؟ هل هذا صحيح؟ (استخدموا هذه المطالبة وقوموا بتطبيق مواقف مختلفة)
أو
قولوا: مرحبا! أنا ….، آسف لإزعاجك، ولكن فضولي دفعني إلى سؤالك عن كذا ولم أقابل أبدا …….. من قبل وأردت أن أعرف / أثقف نفسي.

بعد بناء علاقة أساسية بينكم وبين الشخص، يمكنكم البدء في التعمق قليلا في المحادثة. إذا لم تفهموا، فقط اسألوا.
قولوا: أراهن أنك تُسْأَل كثيرا عن فلان، كيف يجعلك هذا تشعر؟

أو
قولوا: لقد كنت أكثر فضولا الآن لمعرفة المزيد، أخبرني المزيد عما تفعله في مجال كذا و كذا و كذا. كيف يجعلك هذا تشعر؟
** تأكد من الاستماع وطرح أسئلة متابعة مثل: ماذا فعلت بعد ذلك؟ كيف شعرت بذلك؟ هل كنت فخورا / خجلا / قلقا؟ هل هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها عن ذلك؟

بعد الحديث عن المشاعر، يمكنك الآن الخوض في لماذا! لماذا يفعل / يتصرف شخص ما بطريقة معينة عادة ما يشير إلى جزء كبير من جبل الجليد الخاص به.
قولوا: هذا يبدو وكأنه يحتاج إلى الكثير من الشجاعة، هل تمانع في إخباري لماذا فعلت هذا؟ ما الذي دفعك للقيام / العمل هنا؟
أو
أتساءل ما الذي كان يمكن أن يحدث يجعلك تؤمن ب X. لماذا تؤمن كثيرا ب X؟ لماذا تعتقد أنه مهم ل XYZ؟
تذكروا: الهدف من الحوار ليس أن تقتنعوا بوجهة نظر الشخص الآخر، ولكن أن تفهموا وتقبلوا وجهة نظره. عندما يدخل شخص ما في حوار معكم، تأكدوا من أنكم:

تحافظون على نفس القدر من الانتباه

تستمعون حقا

تطرحون أسئلة متابعة

تسألون دائما لماذا

تحافظون على لغة الجسد الإيجابية

تحافظون على نبرة صوت منتبهة وغير نعسانة

وتذكروا: "لماذا" هي الكلمة التي تفتح البوابة. إنها تثير الفضول، وتعزز الاتصال، وتبني جسور الفهم.